الثلاثاء، 17 مارس 2015

أنا وأنا


أرجوك يا هذا، يا أنا الواعي لا تصبح مثلي لا واعي، لا تزاحمني في مهامي، أرجوك لا تغلق عينيك عن هذا العالم، لا تعد إلى ذاك العالم خاصتي أنا، عالمك الذي صنعته من مللك في الوجود، من الوحي والخيال و نصبتني عليه حاكما، عالم الوهم واللامنطق، عالم الحب والمثالية، عالم العدل والفضيلة، عالم الممكن في اللامستحيل، عالم الأسئلة الغامضة.

إفتح عينيك للعالم، إنظر ناحية السماء وتنفس ماقدر لك من هواء، إفتح جسدك لأشعة الشمس، دعها تخترق كل فتحة مسام من جلدك البني، إفتح أذانك لأصوات الطيور والمزامير والنحيب، دع طبل أذنيك يرقص كما يشاء، لا تسأل كثيرا حتى لا تزعج الاخرين، فأصعب شيء يمكن أن يحدث للمرء هو أن يكتشف متأخرا زيف كل ما كان يؤمن به، تجنب أسئلة الوجود، تجنب السؤال عن حقيقة الأشياء، لا تسأل ماهذا، ولماذا بالضبط هكذا، وكيف خلق هذا، ولماذا نعيش بهذا الشكل، لا تبحث عن حقيقة من نكون، ومن يحكم الكون ويتسلى برؤيتنا.
تجنب تنجو وإنجو لتعيش، دع لي مسؤولية الإجابة وحتى وإن لم تكن إجابة، فهي ممكنة في عالمي، أمن بالمسلمات أو على الأقل تظاهر، كن فردا من مجموعة العرائس، لا تتمرد، حتى لا تتهم بالجنون فتنتهي منبوذا من الجميع.

لا تطلع الناس على أفكارك، بعضهم سيراهاغريبا والاخر مجنونا وملعونا، قلة نادرة من ستؤمن بإمكانية صحة إحداها، يمكن أن تجد ضالتك في المجانين أو المساجين أو ما سبقك من الميتين.
لا تكن مجنونا وتقل للناس أن الأمطار ماهي إلا دموع للسماء تبكيها حزنا وألما على حالنا نحن البشر،وهي تتأملنا من فوق، تبكي لحماقتنا، لأنانيتنا، لصداماتنا، لجبروتنا، تبكي حزنا على مافعلنا بصديقتها الأرض، وخوفا من نفس المصير، تتغمم وتتلبد بالسحب السوداء، تبكي لبكاء الفقراء واليتامى، إلى معاناة المشردين بردا، والمرضى ألما، لبكاء أسر قتلى الحروب، تبكي لكل من أبكاه وجوده في الوجود، أحيانا هي الأخرى تغضب فتقسو علينا بالفياضات مريحة بذلك القليل، في إنتظار اليوم الموعود.........